روآية || سِر 102.(الفصل 2)


 

exodos

الفَصل الثَانِي.

البَاب المُوصَد.

 

أوَار الغَضب القَانِي تَلفح ثنَايا مُنحنيَات عَقلِه الهَائج، بخُطوَاتِه السَريعة التِي تُمزِق أموَاج الصّمت بذَاك الممَر، طَيف مُتمَرِد أدهَم رزَانة عَقلِه.

دَخل تِلك الغُرفَة الدَامِية ذَات الطَابع المُهتَرئ، يلتَفِت هُنا وهُناك بصُورة فَائِرة، يَنتظِر القَادِم كنَار تأكُل أطرَافها بغَضب.

إلتَقطَت مسَامِعه صَرير أطلَقه صَوت البَاب المُوصَد كَسر صَمت العَدم، إلتَفتت بِسرعَة يلهَث بقُوة.

أردَفت هانا فَور دخُولها الغُرفة
*مَاذا مُجدداً كيونغسو؟*

تَنهّد بعصُوبة يحَاوِل جَمع شتَات غَضبِه الغَائِر يُحاوِل تهدِئَة جنُونِه قَبل إقتِراف أمرٍ بشِع سَيمنَعُه مِن كَشف الأورَاق المخفِية للحقِيقة.
لِيضِيف * مَاهَذا.. لِمَن يعُود؟*

أشْهر خَاتم صغِير ذُو ألمَاسَة فِضية، أمسَكت هانا ذَاك الخَاتم لتَردِف مَازحَة.
*مَاهَذا الشَيء البَالي.. أينَ وجَدته؟*

قَال بتَجهُم *لَقد سألتُك مِن أينَ سَرقتِي هَذا الخَاتَم؟*

تَأفّفت هانا بمَلل *أنتَ مُكَلّف بالبَحث عَن جَوهرَة كَانغ سولا ولَيس خَاتَم رخِيص كهَذا.*

إنتَفخَت أودَاج كيونغسو ليَِنتفَض جَسدُه وأمسَك هانا مِن تَلابِيب قَميصِها أردَخها مُلتَقِصة بالجِدار البَالي، أخرَجت أنِين بَاهِت جَرَاء ذَاك الاِصتِدَام.

سَكّت أسنَانُه بِمقْت
*مِن أينَ سَرقتِي هَذا الخَاتَم.*

سَيطَر الغَضب الدَاهِي عُليه لِيلتَهِب جُرح مَاضِيه الأسِي، أحكَم قَبضَته نَحو عُنقِها يَضغَط بأنَامِله، بَينمَا هانا تصَارعُه بِدون جَدوى تُفِيد، جَسدُها الضَعِيف لا يَقوى على وَحش غَضب كيونغسو الذِي آبى أَن يَترُكَها.

بِصَوتِها المَخنُوق أطلَقت سَراح بَعض المَعلُومَات خَاطِئة لَعلّها تَكون مُنقِذَها مِنه.
*لَقَد سَرقتُه مِن فَتاة.*

إِستَرسَل بِغضَب *مَن هِي هَذِه الفَتاة.*

تَحدّثت بِسرعَة *أترُكنِي وسأخبِرك.*

ضَغط بِقوة أكثَر لِيردِف بِنبرَة قَاسِية *مَاذا تَظُنِين بِي مُغَفلا، هَيا تَحدّثِي.*

صمَتت لِبرهَة مِن الوَقت لتَقُول
*لاأَذكُر مَن هِي، لَقد ظَلت تتفَاخَر بِه أمَامِي.*

أرخَى قَبضَته التِي إلتَهمَت عُنق هانا لتُحَررَه أخِيراً مِن الحَتمِية الدَاهِية، تَنَفس بعُمق وهُو يُحَاوِل قَتل ذَاك الشعُور.
*كَانَت تتَفَاخر، وأنتِ سَرَقتِه مِنها.*

أطبَق شَفتَيه يُحَاوِل قَتل تِلك الغصة التِي أوقَدت لَهِيب الدمُوع التِي جّفت مُنذ سنِين بجفُونِه.
*لِما لَم تَقُل شَيء… لِما لَم تَشرَح لِي هَذا.*
َ
°°°°

دَخل والسّخط يتطَاير مِن حَواف أجفَانِه كالشّرارة الفَائِرة، صَفَع البَاب بقَسوة لِيترَبع كُرسِيه وَاضِعا رَأسه بَين يَداه، تَحت أنظَار صَدِيقه تشانيول الذِي مَالَبث أنْ أدرَك الشعُور المُوحِش الذِي أيقَظَه وجُود ذَاك الخَاتَم بِمنزِل هانا.

تَذَكر ذَاك اليَوم العَقيم الذِي أهلَك نَفسِية صَديقِه، ذَات الشعُور الذِي طَالمَا واظَب عَلى قَرع بَاب كيونغسو ويُحَاوِل الاخِير صَدّه مُنذ الأزَل، شُعُور إغتَال فِيه شَغَف الحَياة التِي كَانت قَد أهدَته كُل شَيء لِيجِد بَين رَمشَة عَين وأخرَى أنّه بَات مُتشَرِد الشعُور.

°°°°

هانا الاخرَى لَم تَسلَم مِن كَثرَة التَفكِير البَالِي، تُحَاوِل جَمع شَظايا الحَقِيقة البَائِسة، فالحَالَة التِي كَان فِيها كيونغسو تُثِير رَجفَة بأطرَافِها النّحِيلة.

طّلت برَأسِها مِن بَين تِلك القُطبَان المُصَدة *هَل يُمكِن إجرَاء إتِصَال.*

رَدّت عَليهَا حَارِسَة السِجن بِرعوَنة.
* حَاضِر سَيدتِي… مَاذا تُريدِين آخَر قَهوَة أم مَجلّة.*

صَمتَت هُنيهَة لِتكمِل بنَبرة صَارِخة
*هَل تَظُنِين أنّك بِفُندُق.*

هَسهَست هانا بِمقت *مُغَفلة.*

°°°°

أردَف بِسخَط فَور أن أدلَف البَاب جَسد هانا نَحو الغُرفَة*مَاذا تُرِيدِين مِني؟.*

عَضت هانا شَفتَيها بإستِياء.
*أيُها الحَقِير، لَقد مَرّ أسبُوع وأنَا بالسِجن ولَم تَأتِي لِرُؤيتِي.*

أنهَت كَلامَها بِضَربَة وجّهتهَا لِسيهُون.

أمسَك سيهون بآلم مَكان الضَربَة وقَال *يَا هَل تُرِيدِين أنْ يَتِم الامسَاك بِي.*

جَلسَت هانا بالمِقعَد الذِي أمَامها
*حسناً فَقَط أغلِق فَمك الوَاسِع هَذا وأخبِرنِي مِن أينَ أحضَرت ذَاك الخَاتَم الذِي أعطَيته لِي.*

سَحب سيهون الكُرسي وجَلس هو الآخر ليسأل*أي خَاتم؟*

أجَابت هانا
*خَاتم ذُو الالمَاسة الصغِيرة.*

زّم ثُغرَه وأومَأ برَاسِه
*أه تَذكَرتُه، لَقَد وجَدتُه.*

فَتحَت هانا عَينَاها بِفضُول تَام
*أين وجَدتَه؟*

تَنهّد الاخَر بِضَيق ليَقول.
*لاأستَطِيع إخبَارك، فِاليَوم الذِي ستَعرفِين فِيه هَذه المَعلومَة ستكُون نهَايتُك ونِهايتِي مَعك.*

تَأفَفت هانا بِقلَة حِيلة.
*حسناً أخبِرنِي مَن صَاحِبته.*

عَقَد سِيهون حاجِبيه يُحَاول إستِرجَاع أنقَاض تِلك اللَيلة الدَاجِنة قَبل سَنة ونِصف، غزَارة الاهَالِيل وألسِنة البَرق الهَائجَة لاتَزال حُاضِرة بَين أجفَانِه.

تَفَاصِيل ذَاك الحَادِث الشَنِيع لاتزَال تَفور بِرائِحة الدِماء القَاتِمة، تَرانِيم البُؤس القَانية تُعزَف بِشظَف.

أضَاف بهُدُوء بَعد قَطع تَفكِيره الادهَم،
والحُزن بَادٍ عَلى أمَارات وَجهِه.
*لَقد كَانت جَمِيلة جِداً هانا، لَم تَستَحِق المَوت بِتلك الطَريقَة.*

إستَرسَلت بِدهشَة
*هَل مَاتت، كَيف ذَلِك؟.*

رّد بإجَاز *تَعرّضت لِحَادِث فِي الطَرِيق السَيار.*

إستَقَام بِجَسدِه المُتَصلِب وخِرج بَعد أن أعلَن حَارِس السِجن عَن إنتِهاء مُدة الزِيارَة، تَارِكاً خَلفَه هانا لَم تَنسَب بِبنتِ شِفة وقَد دّس الشَك بأوصَالِه ثَنايَا عَقلِها.

°°°°

 *تشانيول هِي لَم تخبِرنِي بأَنّ الخَاتم سُرِق مِنها.* قَال كيونغسو بنَبرَة مستَأة.

إستَطرَد تشانيول بِقلَق *كيونغسويااه لاتَفعَل ذَلِك بنَفسِك، أنظُر إلى حَالِك كَيف آلَت.*

كيونغسو الذِي بَات مقرُوح العُيون الذَابلَة، صَقيع قَلبِه المُوحِش الذِي آبَى أنْ يَخبُو، فَتِيل النّدم يُذِيب مَاتَبقى مِن لَظَى خَافِقه الذِي أصبَح رمَاداً حَالِك اللّون.

أردَف كيونغسو بِخيبَة *كَان يَجِب أنْ أمسِك بهانا فِي أَوّل عَملِية قَامَت بِها، كَان يَجُب.*

أجَابه تشانيول بهدُوء *لاتَلم نَفسَك كيونغسو لَقد قُمنا بِكل جُهد مِن أجل إمسَاكها لَكِنها دَائماً تُفلِت.*

إصطكّت أسنَانه بِمقُوت *لاَأستَطِيع نسيَان الآمر، إذ كَان الآمر سرِقَة لِما لَم تَقل ذَلك، لَقد قَالت أنّها تَركَته بالمَنزِل، هَذا يدفعُني للجنُون.*

تَنهد تشانيول بِحيرة وأضَاف *آرَى أنّ الامرَ عَادِي جِداً.*

ضَغط عَلى أنَامِله بِقوة كَادت تُمزِق جِد يَده *كِيم هانا تِلك الفَتاة لَيسَت عَادِية أبداً، كُل شَيء غَامِض حَولها.*

تَحدّث بنَبرة شكَاكة *الآمر أكبَر مِمَا نَظن تشانيول، هانا فتَاة ذَكية وأظُن أنّها لَم تَسرِق الخَاتم مِن الاسَاس، أم أنّها سرَقته لِتُوصل لي رِسالَة مِن خلالِه.*

تشانيول أنسَب بَعض الاحرُف *هَل تَظُن أنّها ستُغَامر هكَذا وتَصِل إلى درَجة أن …*

قَطع كَلامَه *أظُن وبالتأكِيد عَلى ذَلك، القَضيَة لَم تُقفل كَما نَظن هُناك الكثِير يَجب إكتِشافه.*

القَدر يَفتَح أبوَاب قَد قُلنا بأنّ لَيس لَها مفَاتِيح مِن الأسَاس، وتَجِد مِن خِلالِه صَقِيع الحَقيقَة المَخفِية قَد إصطَدم بِك، هَل ستَقوى عَلى رَدعِه وفَتح بَاقي الابوَاب أمَامك؟.

*****

 

-السلام عليكم.

بارت جديييد مع احداث جديدة.

2 comments on “روآية || سِر 102.(الفصل 2)

  1. واااااااه ~ كان حلو كتير هانا جددددددد في وراها سرر و فجأ تطلع بالروايه شخصيه تانيه
    حبيبت كيونغ الي متوفيه ؟! شو القصه وراها ؟ ليه لحتى يقتلوها ؟ هففففففف حاسه اني مو فاهمه كتير
    يمكن لأنو الاحداث مُبهمه عنجدددد
    متحممممسه يا حلوتي فايتينغغغغغغغ إلككك و بنتظرك تكملللي ❤ ❤

    هَل ستَقوى عَلى رَدعِه وفَتح بَاقي الابوَاب أمَامك؟.

    لأ .

    إعجاب

أضف تعليق حتى ولو بكلمة شكر (يمكنك ان لا تسجل الايميل)